abou hamza Admin
عدد المساهمات : 124 نقاط : 382 تاريخ التسجيل : 04/12/2011
| موضوع: أوراق نائم إقليمي الخميس ديسمبر 15, 2011 1:35 pm | |
| أوراق نائم إقليمي انتهت فترة نيابته منذ أسبوع. لم يشعر بهذه الراحة و الرضا عن عمله من قبل. جالسا أمام حاسوبه المتواضع شكلا و أداء،راح يتذكر كل ما مر من أحداث و وقائع.
كانت البداية بتكليف إجباري للقيام بمهام نائب إقليمي، و لم يكن له سبيل للتملص من هذه المسؤولية. مباشرة بعد تعيينه بثلاثة أيام، صار يعرف جميع موظفي نيابته؛ معاناتهم، مشاكلهم، حيلهم، أسلوب تعاملهم، بل حتى المجد منهم و المتقاعس عن عمله. تعرف إلى دور النيابة في المنظومة التربوية و في المجتمع، بالإضافة لعلاقاتها المتنوعة بالإقليم. ثلاثة أيام أخرى كانت كافية له لإعداد خطة عمل هدفها العمل على تحسين مردودية الموظفين و إعطاء القدوة لمختلف النيابات في تدبير الشؤون النيابية، مع جعل النيابة مركز إشعاع ثقافي و تربوي مميز. وانطلقت الخطة.
كان الدخول المدرسي كالمعتاد يعرف مشاكل تعيق الأطر التعليمية، و كان على نائبنا تحمل كل الشكاوي المقدمة و التعليقات الجارحة بامتعاض من جهة، و تطبيق خطته السرية دون علم الآخرين من جهة ثانية. مواقف عصيبة مر بها قبل أن تنجح مقومات خطته نجاحا تجاوز المتوقع. و انطلقت بعد ذلك الخطوة التالية؛ التغيير.
في أحد الاجتماعات، كشف للموظفين ما ينوي فعله بالنيابة، فكان رد فعلهم السخرية و الرفض، إلا أنهم غيروا رأيهم مباشرة بعد أن قدم لهم أحد أوراقه للضغط عليهم.
تحول العمل إلى عبادة لدى بعضهم بعد الاجتماع، و صارت النيابة تقدم الخدمات الإدارية بشكل مبهر للأساتذة و المديرين، فتحقق بذلك الشطر الأول من مهمة النائب.
بعد ترتيب البيت النيابي، توجه نائبنا إلى مشكل التعليم و جودته في خضم الإضرابات المتتالية التي تقودها النقابات التعليمية، و استطاع بحنكة تحويل توجه النقابات إلى تكوين الشغيلة التعليمية.
أما فيما يخص الأساتذة، فقد كان تعزيزه للعلاقات المباشرة مع جمعيات آباء و أولياء التلاميذ دور كبير في تقويم سلوكات المدرسين و فرض الرقابة عليهم بشكل دائم و مستمر، و تحسين مردود يتهم، كما أنه كان يزودهم بالوسائل التربوية الكفيلة بتقديم النفع للمدرس و التلميذ كليهما.
كان الشطر الأخير و الحساس متعلقا بعلاقة النيابة مع فعاليات المجتمع المدني و السلطة، حيث كان تأثير الضغوط الخارجية على السير العادي للتربية و التعليم بالإقليم كبيرا و قويا، نظرا لتفشي ظواهر الرشوة و المحسوبية و الوساطة... إلا أن النجاح في بداية الخطة ساعده لتجاوز بعض هذه الضغوط، و الاصطدام مع غيرها.
كان إيمانه قويا للوصول إلى غايته؛ تنظيم ندوة بمشاركة فعاليات تربوية مرموقة على الصعيدين المحلي و الوطني، و كان له ذلك في ختام فترته النيابية.
لن ينسى ذلك اليوم، حين قدم للملإ كل أسرار خطته، و كشف كل أوراقه التي كان يلعب بها بشكل دبلوماسي لا يمكن معه إفشال النتائج و المكتسبات التي حققها بالنيابة سابقا في فترة لاحقة بعده.
شكلت هذه التجربة التي شهدها ذكريات صعبة النسيان. أطفأ شاشة الحاسوب، و استلقى على فراشه، ثم نام.
كان نائبا و الآن أصبح نائما ! نوما هنيئا و أحلاما وردية سيدي النائم ! نعاس الرحمة و العفو!
| |
|