الراوي : كان يا مكان، في قديم الزمان، في غابة الأحلام، ثعلب مكار، يؤذي الجار، و يأكل الأطيار، و يثير الرعب في الديار، و يأكل من الأرانب الكبار، و من الدجاج الكتاكيت
الصغار،حتى أصابه مرض عضال، لا شفاء منه إلا أكل لحم ديك فصيح مشوي بالنار، فصار يبحث عنه إلى أن وجده بعد طول إنتظار.
الثعلب: أنا الثعلب أنا الثعلب
عندي مخلب عندي مخلب
أمسك أرنب آكل أرنب
أجري ألعب أنا لا أتعب
أنا الثعلب أنا الثعلب
عندي مخلب عندي مخلب
أمسك ديكا أقتل أرنب
أجري ألعب أنا لا أتعب
أنا الثعلب أنا الثعلب
- إنني أحس بالجوع، بطني يؤلمني، لم أذق طعم اللحم الطري منذ شهر، فبعد أن أكلت طائرا ميتا وجدته بالغابة و أنا طريح الفراش أعاني من قرحة بالمعدة. لقد كان الطائر مريضا بأنفلونزا الطيور. و قد نصحني حكيم الثعالب بأكل لحم ديك ذي عنان، أبيض الريش، يزعج الثعالب بصياحه في الصباح، و ها أنا الآن أبحث عنه منذ الصباح دون جدوى... هه... هه...كأنني أشم رائحة الدجاج هناك... آااه! إنه ديك أبيض فوق شجرة الزيتون. إنه الديك الأبيض.
أنا الثعلب أنا الثعلب
هذا الديك الديك الأبيض
أنا الثعلب أنا الثعلب
هذا الديك الديك الأبيض
سأحتال عليه حتى ينزل من الشجرة ثم ...هم... ألتهمه في لقمة واحدة.
الراوي: تقدم الثعلب نحو الديك مبديا له التقوى و الورع، و مضمرا له المكر و الغدر.
الثعلب: السلام عليكم.
الديك : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
الثعلب: كيف حالك يا سيدي الديك؟ لقد سمعت صياحك بالفجر فقمت من فوري للصلاة.
الديك : هل أصبحت تصلي يا ثعلب؟
الثعلب: نعم، لقد فكرت مليا فلم أجد لي خيرا من الصلاة للتكفير عن ذنوبي، و التوبة عن جرائمي من قتل للأرانب و سفك لدماء الطيور البريئة. و قطعت عهدا على نفسي منذ شهر أن لا يدخل بطني لحم حيوان أو طائر، فأصبحت ضعيفا كما ترى من كثرة قيام الليل، و صيام النهار.
الديك : غريب أمرك أيها الثعلب، ما ظننت يوما أن يتوب ثعلب عن أكل اللحم.
الثعلب: لقد صرت آكل العشب و ثمار الأشجار. لكنني عانيت من مشكلة واحدة؛ لم أجد أحدا أصلي معه صلاة الجماعة. لكني عند سماع صوتك الحنين، و صياحك المتخشع، علمت أنك تصلح إماما لي في الصلاة.
الديك : إن أردتني أن أكون لك إماما، و أنزل من الشجرة لأصلي بك، فعليك الإجابة عن خمس أسئلة أطرحها عليك.
الثعلب: اسألني، اسألني... سأجيب عن أسئلتك، سأجيب عن أسئلتك إن شاء الله.
الديك : حسنا، السؤال الأول
......................................................................؟)
الثعلب: ( يردد السؤال، ثم يطلب المساعدة من جمهور الحاضرين.ثم يجيب)
الديك : أحسنت،السؤال الثاني
......................................................................؟)
الثعلب: ( يردد السؤال، ثم يطلب المساعدة من جمهور الحاضرين.ثم يجيب)
الديك : أحسنت،السؤال الثالث
......................................................................؟)
الثعلب: ( يردد السؤال، ثم يطلب المساعدة من جمهور الحاضرين.ثم يجيب)
الديك : أحسنت،السؤال الرابع
......................................................................؟)
الثعلب: ( يردد السؤال، ثم يطلب المساعدة من جمهور الحاضرين.ثم يجيب)
الديك : أحسنت ، السؤال الخامس و الأخير: هل يأكل الثعلب العشب؟
الثعلب: هذا سؤال سهل، سأجيب عنه بنفسي، الثعلب لا يأكل العشب، الثعلب لا يأكل العشب.
الديك : و لم قلت لي إنك كنت تأكل العشب أيها الثعلب الماكر؟ إنك لأنت الثعلب المريض الذي يبحث عن ديك ذو ريش أبيض ليتداوى به، و لقد حذرتني منك طيور الغابة قبل أقابلك اليوم. يؤسفني أن لا ألبي رغبتك، و يسعدني أن أراك ميتا بمرضك حتى تكون عبرة لغيرك من الثعالب الماكرة!
الراوي: عندما لم يتمكن الثعلب من أكل الديك، اشتد ألمه، و مات بالمرض، و عاشت حيوانات الغابة و طيورها بعده في سعادة و هناء، إلى أن يظهر ثعلب آخر!
الثعلب: أنا الثعلب أنا الثعلب
أنا سأموت أنا سأموت
